البادي أظلم والتصعيد يقابله تصعيد.. قرار مصري عاجل ردا على رفض إسرائيل فتح معبر رفح
الرئيس السيسي

ردت مصادر سيادية، اليوم الأربعاء، على تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بعدم فتح معبر رفح ورفض دخول المساعدات من الجانب المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين الذين يتعرضون لقصف همجي متواصل منذ 12 يوما، وبعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال مساء أمس الثلاثاء بحق المتواجدين في مستشفى المعمدان بقطاع غزة بعد قصفها وراح ضحيتها مئات الشهداء.

وحسب المصادر السيادية المصرية، نقلا عن قناة القاهرة الإخبارية، فأن مصر لن تسمح بإجلاء الأجانب من قطاع غزة عبر أراضيها، وأن تصعيد ورفض الكيان الاحتلالي سيقابله تصعيد مصري، وذلك ردا على تصريحات نتنياهو إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه إسرائيل لن تسمح بفتح المعبر ودخول المساعدات.

مصر تعلن الحداد على شهداء فلسطين

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، قد قرر اليوم الأربعاء، إعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة 3 أيام، حدادًا على أرواح الشهداء الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة مساء أمس الثلاثاء، وعلى كافة الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.

كلمة السيسي بمؤتمر المستشار الألماني

وكان الرئيس السيسي قد استقبل، صباح اليوم الأربعاء بقصر الاتحادية، المستشار الألماني أولاف شولتز، لتناول سبل تعزيز العلاقات، وتبادل وجهات النظر حيال الأوضاع الإقليمية الراهنة والتصعيد العسكري في قطاع غزة، وتداعياته على المنطقة، والتأكيد على رفض مصر باستقبال لاجئين من فلسطين وعدم تصفية القضية الفلسطينية.

وقال الرئيس السيسي في كلمته: “أسمحوا لي في البداية أن أعرب عن بالغ الأسى والألم وأتقدم بخالص التعازي في ضحايا القصف الوحشي للمستشفى الأهلي المعمداني، وأؤكد إدانة مصر لكافة الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكافة القوانين الدولية وأشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين وأطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقفها، وأود في البداية، أن أرحب بكم في مصر، في توقيت غاية في الدقة والخطورة، في ضوء التصعيد العسكري الخطير، الذي يشهده قطاع غزة، والتحديات الإقليمية المرتبطة بهذا التصعيد”.

إعفاء بعض الفئات من الضرائب نهائيًا
الرئيس السيسي

وأضاف الرئيس السيسي “إن زيارتكم لمصر، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية، في مختلف المجالات كما تتيح هذه الزيارة، التنسيق والتشاور المستمر، من أجل تحقيق أهدافنا وغاياتنا المشتركة، والتي يأتي في مقدمتها؛ تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضًا على أمن القارة الأوروبية”.

وتابع: “لقد تناولت مباحثاتنا اليوم، مع فخامة المستشار الألماني بشكل تفصيلي، المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتصعيد العسكري في قطاع غزة، الذي أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضًا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة كما أن الوضع الإنساني في قطاع غزة، آخذ في التدهور بصورة مؤسفة وغير مسبوقة، إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، في حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفوري للتصعيد الحالي”.

وقال الرئيس السيسي: “لقد تناولت وفخامة المستشار ” شولتس “، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة، من خلال اتصالاتنا المكثفة، مع طرفي الصراع وكافة الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية واتفقنا في الرؤى، حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة، وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة، إلى حلقة مفرغة من العنف، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر، أكدت كذلك، ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها “القدس الشرقية”.

وأضاف: “اتفقنا في الرؤى مع فخامة المستشار الألماني، على أهمية العمل بشكل مكثف، على استئناف عملية السلام، عقب احتواء التصعيد الراهن، وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية، كما أعربت لفخامته، عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وشددت على ضرورة السماح، بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة، وأكدت مجددًا، استمرار مصر في استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة، عن طريق معبر رفح البري، لدى سماح الأوضاع بذلك أخذًا في الاعتبار، أن مصر لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض، وتكرار القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر حال دون عمله”.

وأردف: “كما أكدت رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة وأكدت في هذا الصدد، أن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني، لقد تناولت مع فخامة المستشار ” شولتس” أيضًا، القمة التي دعت لها مصر، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام وأكدنا أهمية أن تسفر القمة، عن مخرجات تساهم في وقف التصعيد الجاري، حقنا لدماء المدنيين، وللتعامل مع الوضع الإنساني الآخذ في التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام”

واختتم الرئيس السيسي: “أرحب مجددًا بفخامة المستشار “أولاف شولتس” في مصر، وأعرب عن أملي في أن تكون هذه الزيارة، خطوة رئيسية في جهودنا لإنهاء الأزمة الحالية، وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *