يشهد العالم الإسلامي اليوم بداية مناسك الحج، حيث يتوجه الحجيج إلى منطقة منى للمبيت بها، في يوم التروية، الثامن من شهر ذي الحجة، ليذهب في اليوم التالي إلى منطقة عرفة من بعد شروق الشمس، ويبقى بها حتى الغروب، ليتم الركن الأساسي من مناسك الحج في يوم عرفة، ويعد يوم عرفة من أفضل أيام العام، ويجب على المسلمون أن يحرصوا على الاجتهاد ومضاعفة الأعمال الصالحة، ليفوزا بعتق الله سبحانه وتعالى لهم من النار، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْداً مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤَلاءِ»، ويأتي يوم عرفة ضمن أيام العشر الأولى من ذي الحجة، والتي اقسم بها الله، قال تعالى: {والفجر وليالي عشر}، فيجب أن يستثمر الجميع كافة أوقات هذا اليوم في التقرب إلى الله بمختلف أنواع العبادة من الفروض والنوافل، وخاصة الدعاء اتباعًا لسنة نبينا، عليه صلوات الله، ونوضح في السطور التالية، دعاء الرسول في يوم عرفة وفضل صيامه، وموضوعات أخرى ذات صلة.
دعاء الرسول في يوم عرفة
الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره عز وجل: قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، فالدعاء مخ العبادة، فهو نوعان إما دعاء مسالة وطلب، فيسال العبد ربه أن يعطيه من فضله، أو أن يدفع عنه ضره في الدنيا والآخرة، أما النوع الثاني فهو للعبادة وفيه يمجد العبد الله العظيم ويوحده ويسبحه ويحمده، وخير الدعاء يكون يوم عرفه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»، وهو دعاء توحيد وتمجيد، وليدعو العبد بعد ذلك بما شاء، ومن أفضل الأدعية يوم عرفة:
- اللهم في يوم عرفة لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته، إن رحمتك وسعت كل شيء، فاقضي حاجتي أينما كانت، واجعلني مما نظرت لهم بعين الرحمة.
- ربي اجعل يوم عرفة هذا يومًا مباركًا، واجعلنا لنا من فضله نصيبًا وافرًا يا أرحم الراحمين.
- اللهم تقبل مني صيام يوم عرفة واغفر لي بصيام هذا اليوم ذنوب السنة السابقة وذنوب السنة القادمة، آمين يا رب العالمين.
فضل صيام يوم عرفة
يوافق يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفات، وهذه اليوم له العديد من الفضائل، ما جعل أغلب المسلمين في مشارق الارض ومغاربها حريصون على الاجتهاد فيه بالعبادة والتقرب إلى الله، فلا تقتصر نعمة يوم عرفة على حجاج بيت الله الحرام، بل تمتد لتشمل أمة محمد كاملة، حيث أكرم الله بفضله من لم يتسنى له الحج، حيث يجود على الجميع بالمغفرة والعتق من النيران، وتكفير الذنوب، وصيام هذا اليوم يكفر سنة ماضية وأخرى مقبله، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، ولكن نهى عن صيام يوم العيد، فهو يوم فرحة وأكل وشرب.
التعليقات