صلاة قيام الليل من أعظم الطاعات عند الله سبحانه وتعالى، وهي نهر فياض من الخير، يجب أن ينهل منه جميع المسلمين، وكنز عظيم لا يدرك قيمته إلا المخلصين والطائعين والمجتهدين، فهي الطمأنينية للخائفين، وأُنس لمن يشعر بالوحدة، ووصل الراغبين في الاقتراب من الله، يحصل فيها العبد على الأجر الوفير والخير الكثير، تشهدها الملائكة وتكتبها السفرة الكرام البررة، يؤديها المسلم بالليل، من بعد صلاة العشاء، وحتى قبل صلاة الفجر، وليس شرطًا أن يكون من يؤديها قد أخذ قسطًا من النوم، كما يعتقد البعض، ونوضح في السطور التالية كيفية صلاة قيام الليل وعدد ركعاتها، وموضعات أخرى ذات صلة.
كيفية صلاة قيام الليل
تلقت دار الافتاء المصرية سؤالًا، بشأن كيفية صلاة قيام الليل، وعدد ركعاتها، وقد أجاب عن السؤال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أن صلاة قيام الليل تؤدى بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر، وأفضل وقت لها هو الثلث الأخير من الليل، ويمكن معرفة هذا الوقت بتقسيم الوقت من العشاء إلى الفجر لثلاثة أقسام، مشيرًا إلى أنها تؤدى مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة يوتر بها، مستشهدًا بالحديث الشريف «إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزِل اللَّه تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح».
فضل صلاة قيام الليل
لصلاة قيام الليل فضل وأجر عظيم من الله جل وعلا، ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم، خمس فضائل منها، حيث قال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد»، ففي الليل يحظى المسلم بالنفحات الربانية، وكان النبي يحرص على أدائها حتى تتفطر قدماه، وكان يجتهد في القيام اجتهادًا عظيمًا، فهي من أعظم أسباب دخول الجنة، ومن أسباب رفع الدرجات في الجنة، وقد مدح الله أهل قيام الليل في جملة عباده الأبرار فقال عز وجل: {والذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.
التعليقات